تعتبر رواية "جنة وجحيم" للكاتب الأيسلندي يون كالمان ستيفنسن واحدة من أشهر الأعمال الأدبية الحديثة التي تجمع بين الفن والخيال والواقعية. تحكي الرواية قصة شاب يدعى أرني ماغنوسون، الذي يعيش في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك ويحلم بالهرب من حياته المملة والانطلاق في رحلة مليئة بالمغامرات والتحديات. يقابل أرني خلال رحلته مجموعة متنوعة من الشخصيات الغريبة والمثيرة، منهم الأميرة المفقودة ومنظمة سرية تحاول الاستيلاء على قوة خارقة تملكها الأميرة.


يتميز الكتاب بسرد مثير وبناء شخصيات مميز، كما يتضمن الكثير من المفاجآت الدرامية والأحداث المشوقة التي تجعل القارئ يشعر وكأنه يشاهد فيلمًا حقيقيًا. بالإضافة إلى ذلك، تتألق الرواية بأسلوب سردي رائع وتعتبر مثالية لأولئك الذين يرغبون في الاستمتاع بقراءة رواية تجمع بين الخيال والواقعية.


من الجوانب التي تجعل رواية "جنة وجحيم" صديقة لمحركات البحث هي كتابتها باللغة الإنجليزية وصدورها في العام 2013، كما أن الكاتب يون كالمان ستيفنسن يعتبر واحدًا من أبرز الأسماء الأدبية في أيسلندا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن العثور على الرواية بسهولة على الإنترنت وعبر المكتبات والمتاجر الإلكترونية الشهيرة، مما يسهل الوصول إليها وتسهيل البحث عنها.


تعد رواية "جنة وجحيم" لكاتبها المميز يون كالمان ستيفنسن رواية متميزة في مناخها ووقائعها وشخصياتها وفلسفتها ووجوديتها، هي أقرب الى أن تكون حكاية خرافية وأليغورية ولكن واقعية، تستند الى تاريخ هو القرن التاسع عشر، والى أرض وبحر وبشر وعادات تنتمي الى أيسلندا. والرواية هي ثالثة ثلاثية كتبها يون كالمان ستيفنسن، والروايتان الأخريان هما وفق عنوانيهما الفرنسيين «حزن الملائكة» و «قلب الإنسان».جنة وجحيم» هي الرواية الأيسلندية الأولى التي تُترجم الى العربية. تفاجئ رواية «جنة وجحيم» قارئها العربي الذي يجهل الأدب السكندينافي الأوروبي، الغريب في أجوائه ومعالمه وجغرافيته وتاريخه، وفي أبعاده الفكرية والفلسفية. يجد القارئ نفسه في هذه الرواية الفريدة، أمام عالم يحكمه البرد والثلج كما العزلة والموت والغربة، لا سيما أن الأحداث تجري في القرن التاسع عشر، في مناطق منزوية، بحراً وبلدات لا يغادرها البرد بتاتاً، يعمل رجالها غالباً في صيد سمك القدّ أو المورية حتى ليُقال مجازاً، إن البيوت هناك بنيت من أحساك هذا السمك. لم يختر كالمان هذا القرن ليكتب رواية تاريخية كما قد يخيل للقارئ، بل ليكتب رواية «مسارية» فيها من التراجيديا والواقعية ما فيها من الحلم أو الكابوس والحب والشعر والصداقة والحداد والموت… رواية مناخ وشخصيات وأحداث وقصص تفوق الخيال من شدّة واقعيتها. والأشد طرافة أو فرادة، أنّ من يتولى السرد فيها ليس راوياً أو بطلاً أو كاتباً، بل ضمير الجماعة «هم» أو الموتى كما يوضح السرد واللعبة السردية المتقطّعة. إنهم الموتى الذين لم يغادروا أرض أيسلندا، يهيمون فيها ويراقبون الناس والوقائع، ويواكبون الحياة ليس من فوق بل من قلبها. هذه إحدى أولى خصائص هذه الرواية التي تقارب المدرسة الأليغورية والفانتازيا من غير أن تتخلى عن الواقعية، بطابعيها التاريخي والجغرافي. في مستهل الرواية، يتحدث هؤلاء «الهم» قائلين: «لم يبقَ فينا إلا القليل مما هو نور. نحن نقف أقرب الى الظلام، بل نحن ظلمة تقريباً، كل ما خلفناه لا يتعدى الذكريات والأمل المتخدر…». وفي مقطع آخر، يعرب هؤلاء الرواة الموتى عن مهمتهم الهادفة الى «بعث الحركة في عجلة المصير»، وهي كما يقولون : «أن نخبر عن أولئك الذين عاشوا في أيامنا قبل أكثر من مئة سنة، ويعنون لكم ما هو أكثر قليلاً من مجرد أسماء على صلبان مائلة وشواهد قبور. ننوي أن نحدث تغييراً في أنظمة الزمن القاسية التي محت الحياة والذكريات». وفي مجرى الرواية، كان لا بد لهؤلاء «الهم» أن يقطعوا سياق السرد متحدّثين بلهجة لا تخلو من التأمل والفلسفة والصوفية والحكمة في أحيان. ولعلّهم حاولوا أداء مهمة الراوي «العليم» الذي يوجّه السرد بحرية، لكنهم إنما يؤدون هذا الدور من قبيل الفانتازيا واللعب شبه الغرائبي.

لتحميل وقراءة الرواية


اضغط هنا